بتوجيهات من حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، اختتمت اللجنة القطرية لإعادة إعمار غزة برنامج الإغاثة الإنسانية العاجلة لسكان القطاع، والذي بدأ منتصف فبراير الماضي، حيث وجه سموه بتقديم مبلغ 33 مليون ريال قطري في استجابة كريمة من سموه كانت هي الأسرع للنداءات العاجلة لإنقاذ الأوضاع المتدهورة في غزة.
كما قدمت دولة قطر منحة أخرى بقيمة 50 مليون ريال قطري مطلع مايو الماضي، خُصصت للمجالات الإنسانية وأهمها قطاعات الصحة والتعليم والإسكان، بالإضافة إلى الاحتياجات الغذائية وغيرها خاصة في شهر رمضان المبارك.
وأشار سعادة السفير محمد بن اسماعيل العمادي رئيس اللجنة القطرية لإعادة إعمار غزة إلى أن اللجنة قد أنهت مرحلة مهمة من سلسلة البرامج والمشاريع الإغاثية لسكان القطاع بقيمة 15 مليون دولار أمريكي وذلك مع انتهاء شهر رمضان المبارك، حيث نفذت من خلالها العديد من المشاريع والتي كان أبرزها مشروع إفطار مليون صائم بتكلفة وصلت لنحو 2 مليون دولار، قُدمت باسم سمو أمير البلاد المفدى، حيث تضمن المشروع توزيع طرود غذائية لأكثر من 40 ألف أسرة فقيرة بغزة وكذلك تقديم وجبات إفطار صائم لآلاف الأسر الفقيرة عبر جولات يومية على منازل الفقراء نفذتها طواقم اللجنة بالتعاون مع مؤسسات خيرية وأهلية.
وبين سعادته أن اللجنة نفذت خلال شهر رمضان المبارك عدداً من الإفطارات الجماعية لفئات متعددة، منهم أهالي وأسر الشهداء والجرحى والأسرى، وكذلك إفطار مئات الرياضيين وذوي الاحتياجات الخاصة، وعشرات الأطفال الذين أصيبوا من الحروب في غزة ومرضى السرطان منهم، بالإضافة لتنفيذ إفطار صائم لعائلات المهتدين الجدد والأجنبيات المسلمات الناطقات بغير العربية.
ولفت السفير العمادي إلى أن برنامج الإغاثة الإنسانية شمل تنفيذ مشروع توزيع المساعدات النقدية على ما يقارب 40 ألف أسرة فقيرة بتكلفة وصلت ل 4 مليون دولار، تم تنفيذه على ثلاث مراحل حيث تم صرف 100 دولار لكل عائلة كمساعدة طارئة تم تسليمها للمستفيدين عبر فروع بنك فلسطين.
وأوضح سعادته أن اللجنة استجابت لمناشدة وزارة الصحة الفلسطينية بتوفير الوقود اللازم لتشغيل مشافي الوزارة، حيث تم ذلك بالتنسيق مع وكالة الغوث الدولية بتكلفة نصف مليون دولار أمريكي يكفي لمدة شهرين على الأقل، مشيرا أنه تم أيضا تزويد المستشفيات بالشحنة الأولى من الأدوية والمستهلكات الطبية بتكلفة وصلت إلى حوالي 2.5 مليون دولار، كإغاثة إنسانية عاجلة في ظل النقص الحاد الذي تعاني منه الوزارة بغزة من مختلف الأدوية والمستلزمات اللازمة لتقديم الخدمة الطبية.
وأعلن السفير العمادي عن انتهاء مشروع توزيع كسوة العيد على أكثر من 1000 طفل من الفقراء والأيتام في محافظات القطاع، وكذلك تم توزيع الحلويات والألعاب والهدايا باسم دولة قطر على عشرات الأطفال من مرضى السرطان وغيرهم في مستشفى الدكتور عبد العزيز الرنتيسي التخصصي ومستشفى الأطفال الرئيسي بغزة، بمناسبة حلول عيد الفطر ، وذلك لإدخال البهجة والسرور ورسم البسمة على وجوه الأطفال في ظل الظروف الصعبة التي يعيشونها في غزة.
وأكد سعادته على متابعته يومياً لتنفيذ توجيهات حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، للتخفيف من معاناة أهالي قطاع غزة، مشدداً على أن توجيهات سموه تأتي انطلاقا من واجبه العربي والإسلامي وحرصه الدائم على دعم ومساندة الشعوب العربية، خصوصاً الشعب الفلسطيني وأهالي قطاع غزة على وجه التحديد.
وقال السفير العمادي أنه سيزور غزة والأراضي الفلسطينية بعد إجازة عيد الفطر، للإشراف على استكمال المرحلة الثانية من مشاريع الإغاثة الإنسانية لسكان القطاع، والتي أعلن عنها في زيارته مطلع مايو الماضي، حيث من المقرر بدء العمل في مرحلة جديدة من مشروع (مسكن كريم) لترميم بيوت الأسر الفقيرة بتكلفة تصل لـ 3 مليون دولار أمريكي.
وأوضح سعادته أن اللجنة انتهت خلال الأعوام الثلاثة الماضية من صرف ما يقارب 3 مليون دولار لهذا المشروع، أتمت من خلالها إعادة تأهيل وبناء أكثر من 400 شقة ومنزل على ثلاثة مراحل.
وأوضح السفير العمادي أنه سيُشرف خلال زيارته المقبلة للقطاع على استكمال تزويد وزارة الصحة بالأدوية والمستهلكات الطبية بقيمة تصل إلى 2 مليون دولار أمريكي، تأكيدا من دولة قطر على استمرارها في تقديم الدعم المتواصل لقطاع الصحة المنهار في غزة.
وأضاف سعادته: "سيتم أيضاً خلال الزيارة صرف منحة الجامعات بقيمة تقدر بنحو 2.5 مليون دولار، ستُصرف للطلبة الفقراء ممن لا يستطيعون تسديد رسوم الدراسة واستخراج شهادات التخرج، وفقا لمعايير وضوابط تم وضعها والتوافق عليها مع اللجنة"، وأشار إلى أنه "خلال الزيارة السابقة تم صرف منحة بقيمة مليون دولار استفاد منها قرابة 2250 من طلبة الجامعات بغزة".
وأعرب السفير العمادي عن أمله بأن تتحرك دول العالم وكافة المؤسسات الدولية لوقف مأساة الشعب الفلسطيني في غزة، وضرورة التنسيق والتدخل العاجل لتحسين ظروف حياة السكان هناك، مشيرا إلى الوضع الكارثي المتدهور أثر على كل مناحي الحياة فيها، كما حذر من أن الأوضاع الصعبة التي يعيشها سكان القطاع قد تؤدي إلى تدهور الأمور التي قد تخرج عن السيطرة وتزيد الأوضاع صعوبة وتعقيداً.
وتقدم سعادة السفير العمادي بالشكر لجلالة الملك محمد السادس ملك المملكة المغربية الشقيقة وللحكومة المغربية، لإرسال المستشفى الميداني الذي تبرعت به المملكة المغربية لقطاع غزة للمساهمة في تخفيف معاناة أهله، مثمنا دور دولة المغرب، وداعيا جميع الدول للالتفات العاجل لمعاناة سكان غزه ومحاولة إنقاذ الأوضاع في القطاع.
وتجدر الإشارة إلى أنه مع انتهاء شهر رمضان المبارك تكون اللجنة القطرية ومنذ بداية العام الحالي قد أشرفت على تنفيذ وإنجاز عشرات المشاريع الإغاثية الإنسانية، استفاد منها عشرات الألاف من سكان القطاع بتكلفة وصلت إلى 15 مليون دولار، ومن المتوقع خلال الأشهر الثلاثة المقبلة الانتهاء من تنفيذ وإنجاز ما تبقى من منحتي الإغاثة اللتين أعلنت دولة قطر عن تقديمهما بقيمة قدرت بحوالي 23 مليون دولار.